السيد محمود الحسني الصرخي مرجعا دينيا عراقيا
عربيا تفوق في علمي الفقه والاصول واصدر مؤلفات معمقة فيهما هي دليل اعلميته على الاخرين
لم يقتصر علمه للفقه والاصول فقط بل اثرى الفكر
الاسلامي عامة
فمن التفسير الى العقائد الى ارائه السياسية
الاصلاحية النابعة من الثوابت الاسلامية الى
بيانته الارشادية التي تخبر ان صاحبها هو المرشد الاسلامي الحقيقي
ومما يثير الدهشة انه دام ظله كان مواكبا للتطور
الفكري الاجنبي ونظرايات عباقرة العصر امثال انشتاين
فكان يقرب افكاره للسامع بأمثلة علمية وحسابات
رياضية لسرعة الضوء مثلا
في احدى محاضراته الاخلاقية قبل 11 عشر عاما
اعطى بعض الامثلة لعظمة الكون والذي يمثل ذرة من حجم السماوات والتي تمثل ذرة في كيانات
اخرى وعوالم اخرى بأصلاحات دينية اخرى كالعرش والكرسي والتي هي بدورها ذرة صغيرة في
عالم الانوار الاكبر
ان الراسخ بذهن الناس ان الجنة مكانها في السماء
السابعة ولكن القران لكريم يكذب هذا الاعتقاد
اذ يقول
وجنة عرضها السماوات والارض
فكيف تكون الجنة في سماء من السماوات وحجمها
وعرضها هو حجم وعرض السماوات كلها
كيف يدخل الكل في الجزء
عندما سئل هذا المرجع والعالم الديني الاعلم
عن اشكال عقائدي وهو في المعتقل عن كيفية دخول الحسين عليه السلام الجنة مع ان الجنة
خلقت من نور الحسين كما ثبت عن اهل بيت العصمة عليهم السلام
وهذا الاشكال وجهه احد المسجونين لسماحة السيد الحسني الصرخي وهو في تلك السجون
في عهد النظام الصدامي المباد
فكان جواب السيد الصرخي ان الحسين عليه السلام
الذي قتل في كربلاء هو انعكاس للحقيقة الحسينية وان الجنة خلقت من نور حقيقة الحسين
لا شخصه المادي الارضي
فلا اشكال في دخول الحسين للجنة لانه ليس الكل
وانما الكل هو حقيقته وهي اعظم من دخولها الجنة لان الجنة خلقت من نورها
هذه
الجنة عرضها السماوات والارض خلقت من الحقيقة الحسينية فالحقيقة الحسينية اعظم واكبر
من السماوات والارض
كان هذا العالم الديني الاعلم كثيرا ما يرسخ
مفاهيم التعلق بالاخرة والزهد في الدنيا ويقرب ويصور لنا هذه الامور من خلال لغة العصر
ليكون قريبا من اذهان المخدوعين بالثقافة الغربية ونمط الحياة المادي
فيعطي امثلة اثبتها العلم فمثلا قال ان احد
نجوم برج الثور واسمه نجم الدبران يبعد عنا 53 سنة ضوئية
والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء
في سنة واحدة 9,331,200,000,000 كيلومتر أي أنها تبلغ 9,33 تريليون كيلومتر أو
5,88 تريليون ميل
بمعنى انه اذا حصل انفجار مثلا في ذلك النجم
فاننا لن نراه الا بعد 53 سنة
وعندما نراه فانما نرى حدثا قبل 53 سنة من الزمن
ويقرب الفكرة اكثر فيقول لو انتقل شخص الى ذلك
النجم باعجاز او تقدم علمي مثلا وكان معه كامرة فلو وجهها الى الارض والى مكان هذا
الدرس وهذه المحاضرة والتقط صور فهل سيشاهدنا
ام لا
والجواب انه سيشاهد الارض او احداث في الارض
بعد 53 سنة
لان ضوء الفلاش يحتاج الى 53 سنة لكي يصل الى
الارض
المصدر1
فيقول
سماحته ان هذا الكون الفسيح وهذه المسافات الشاسعة كلها تحت سلطة الامام المعصوم واننا
لا نمثل شيئا يذكر امام الله تعالى واوليائه
لقد اعتاد الفكر الشيعي الامامي على التعامل
مع كرامات اهل البيت عليهم السلام على انها خوارق لا يمكن ادراكها ولا تعقلها ولاتفسيرها
علميا ولعل القدسية التي يكنها الشيعة للمعصومين عليهم السلام تخلق الهيبة والحجب امام
التطرق لاستكشاف تلك الكرامات من منظور علمي
وهي حالة مرجوحة قطعا ولا يريدها اهل بيت العصمة عليهم السلام
لقد سمعنا بمعاجز وكرامات اهل البيت عليهم السلام
بطرق متواترة وبمصادر مستفيضة ومنها مثلا
سفر
الامام الكاظم عليه السلام من سجن بغداد الى المدينة المنورة ورجوعه بعد ساعة
من الزمان بحيث ان صاحبه الذي زاره في السجن خاف على نفسه ان يقتل في حال قدوم السجان
ولم ير الامام
ومثلا الامام الصادق عليه السلام عندما دخل
على المنصور الدوانيقي وقد هيء له من يبطش به وهم جماعة من الصين معروفين بالوحشية
دخلوا بغداد طلبا للتجارة
فمجرد ان دخل الامام الصادق ارتموا تحت قدميه
احتراما وخضوعا
فقال المنصور غاضبا
ما شأنكم
فقالوا هذا الرجل كان يأتينا في قرانا عند كل
شدة وهو يعيننا كالاب العطوف
مثال اخر
الامام علي وقدومه من المدينة المنورة الى المدائن لدفن سلمان الفارسي خلال خطوة واحدة هو وبعض اصحابه
المقربين
ويعني ان سفره ذلك دام ثانية واحدة او اقل
مثال اخر
الامام المهدي عليه السلام وحضوره المجالس الحسيية
والمواسم الاسلامية عامة
كيف يحضر المجالس وهي متفرقة في بلدان متباعدة
في ان واحد
هذه الكرامات وغيرها اثبت السيد الحسني الصرخي ان لها تفسيرا علميا من
خلال قدرات الامام المعصوم نفسه
ذلك لان الضوء يدور حول الارض 7 مرات في الثانية
الواحدة فاذا تحرك جسم بهذه السرعة حول الارض
فهو معنى كونه في كل بقعة من الارض بتلك الثانية الواحدة
المصدر 2
فيكون الامام موجودا في مجلس حسيني في العراق
وبنفس الوقت موجودا في مجلس حسيني في ايران وبنفس الوقت موجودا في السويد وبنفس الوقت
موجودا في اى مجلس يرى فيه الاخلاص وانعدام الرياء والسمعة
هذا على حساب الثانية الواحدة ولكن نحن نعتقد
ان الائمة المعصومين وجدهم الخاتم الامين لهم قدرات وسلطات تكوينية خارقة للعادة ومنها
السرعة التي تفوق سرعة الضوء والتي قرر علماء الغرب انه لا توجد سرعة اكبر من سرعة
الضوء
فأن تقرر ذلك سيكون سرعة انتقال الامام المعصوم
عشرات او مئات المرات حول الارض في الثانية او جزء الثانية وهنا يكون حضور الامام في
اى مجلس يريده اوضح
ان سرعة الضوء هي ابطء سرعة في موازين ملكوت
السماوات والارض
قال تعالى
وَكَذَ?لِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ
نفهم من هذه الاية ان عالم الملكوت ليس فقط
خاصا بالسماوات كما يعتقد كثير من العلماء
فالارض لها جانب ملكوتي ايضا وليس انها فقط
مادة طبيعية تحكمها القوانين المادية
وهذا الملكوت الارضي والسماوي لا يمكن ان تكون
السرعة فيه فقط سرعة الضوء لانه ستتعطل اعمال الملائكة وتختل قوانين تدبير الارض من
السماء بل بين سماء وسماء
لو كانت سرعة الضوء هي اعلى سرعة متصورة اذن
كيف هبط جبرائيل الى الارض وادرك النبي ابراهيم
عندما وضع المدية على عنق اسماعيل ونحن نعلم ان سحب المدية لن يستغرق الا جزء
من الثانية وفي هذا الجزء نفسه هبط جبرائيل من السماوات الى الارض فدفع اسماعيل وجعل بمكانه الكبش
فهل سرعة الضوء تكفي في ذلك؟
ان كان نجم الدبران يحتاج الى 53 سنة لوصول
ضوئه الينا فكيف الحال في ما ابعد من نطاق المجرات وما ابعد من نطاق السدم وما ابعد
من نطاق الكون المادي كله الى ان نصل الى السماء الاولى فالثانية والثالثة الى السابعة
التي هبط جبرائيل منها
عن الامام الصادق عليه السلام قال
أتى جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله
عليه واله فقال له:
السلام عليك يا محمد أ لا أبشرك بغلام تقتله
أمتك من بعدك؟؟؟
فقال:
لا حاجة لي فيه.
قال فانتهض إلى السماء ثم عاد إليه الثانية
فقال له مثل ذلك فقال لا حاجة لي فيه فانعرج إلى السماء ثم انقض إليه الثالثة فقال
مثل ذلك فقال لا حاجة لي فيه فقال:
إن ربك جاعل الوصية في عقبه فقال نعم
كل ذلك الهبوط والعروج حصل في ساعة من نهار
او اقل فهي تكفي سرعة الضوء لانجاز تلك المهمة
لجبرائيل وانتقاله بين السماء السابعة حيث المناجاة والايحاء من الله تعالى ثم الهبوط
الى الكون المادي فالارض
قد يقال ان هذه امور اعجازية فلا يصح الاستدلال
بها على وجود سرعات اعلى من سرعة الضوء بها
والجواب ان سرعة الامين جبرائيل وسرعة الملائكة
المدبرين هي امكانيات طبيعية تكوينية لهم فليسوا في حاجة الى الاعجاز وانما هي قدرات
وهبها الله لهم وهي امور معتادة طبيعية عندهم
فأذن
هي سرعات وقدرات ليست اعجازا بل امكانيات تفوق امكانيات العالم الطبيعي الكوني وبالتالي
توجد سرعة اكبر من سرعة الضوء وكل اشكاليات احتراق الجسم او تحوله الى طاقة هي اشكالات
نابعة من مقررات القوانين والتجارب الطبيعية او الفيزيائية وهي قطعا لا تشمل عالم الملكوت
اذن توجد سرعات اعلى بكثير من سرعة الضوء
وهي ما عبر عنها بالبرق الخاطف او لمح البصر
او هو اقرب حيث العقل البشري لا يدرك تلك السرعة
بامور حسابية او تجربية ولا يتصورها اصلا
قال تعالى
وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر
وما
أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب
لقد عبر القران الكريم بلمح البصر لتلك السرعة
الفائقة مما يقدح في الذهن انه توجد سرعة اخرى وهي سرعة لمح البصر وهي قطعا ليست لمح
البصر المتعارفة في هذا العالم المادي لاننا لا نبصر النجوم البعيدة باعيننا المجردة
بل ان لمح ابصارنا يحتاج حتما الى وقت طويل لكي نرى المجرة مثلا بعد افتراض حدة ابصارنا
الى مستوى التلسكوب المتطور
حيث ان التلسكوب لا يلتقط صورا للمجرات البعيدة
بأزمانها الحالية بل ان كل صور المجرات والنجوم البعيدة هي صور لها قديمة بهيئتها قبل
سنين
والقصد ان لمح اعيننا لو فرضناها كتلك التلسكوبات
فهي لا ترى انفجار نجمي الا بعد ان يصل الينا ضوء ذلك الانفجار اى 53 سنة بالنسبة لنجم الدبران مثلا
ولذلك فان لمح البصر الوارد في القران وسرعته
هو لمح البصر الملكوتي في ذلك العالم الملكوتي
حيث ينتقل البصر الى جميع اجزاء السماوات بطرفة
عين وبمجرد توجه العين تلك هي السرعة السريعة التي وصفها القران
وهو معنى وجود سرعة اعلى من سرعة الضوء تسمى
سرعة لمح البصر
تلك السرعة التي استطاع بها اصف بن برخيا جلب
عرش بلقيس من اليمن الى فلسطين
هذه قدرة من عنده علم من الكتاب
فما حال من عنده علم الكتاب كله
ولكن هل ان حادثة جلب عرش بلقيس هي معجزة ام
كرامة ام شيء علمي
يجيبنا على ذلك سماحة المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني قائلا
ليس كل ما في القران الكريم قابلا للتفسير العلمي
اذ هو اعجاز لا يتطرق اليه العلم وليس كل ما في القران الكريم اعجاز لا يفسره العلم
لقد اوضح سماحته هذه القاعدة العقدية ليستفاد
منها كل باحث في التفسيرومفكر اسلامي وخاصة اذا كان بحثه قرائنيا بحتا
والحقيقة ان المعجزات موطنها ومنبعها القدرة
الاهية المحضة لا انها قائمة على اساس العلم لكي يتسنى تفسيرها علميا
اما البعض الاخر من الحقائق التي عرضها القران
او الخوارق التي حصلت على يد النبي واله الاطهار فممكن انها تكون معجزات وبذلك فهي
لا تفسير علمي لها وانما هي قدرات بحتة
وبعضها تكون قائمة على اساس علمي فيمكن تفسيرها
علميا
نعم يبقى علم الكتاب نافذا في كلا النوعين من
الخوارق ومنتجا لكلا النوعين
قال تعالى
وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ
أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى? ?
فمثلا معجزة انشقاق القمر قدرة الاهية بحتة
لا علاقة لها بالعلم الطبيعي وقوانين الكون المادي ولا يمكن تفسيرها على اساس ذلك ولكن
علم الكتاب يفسرها بل يشره كيفيتها واكثر من ذلك ينتجها ان شاء العالم بالكتاب وهو
الامام المعصوم
ومتى تحصل المعجزة ومتى يمتنع حصولها وما الحكمة
المستقبلية منها
يجيبنا على ذلك السيد الصرخي الحسني الفقيه
الاصولي الاعلم
نؤجل ذلك الى مشاركة اخرى ان شاء الله تعالى
نؤجل ذلك الى مشاركة اخرى ان شاء الله تعالى
المصدر 1
https://www.youtube.com/watch?v=ymqtfobNMdo
الدقيقة 6
المصدر 2
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=m7dwK3WKLz4
الدقيقة 24
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق