السبت، 25 مايو 2013

السياحة الدينية في العراق من سياسات حبسية الى ثكنات حزبية

السياحة الدينية في العراق من سياسات حبسية الى ثكنات حزبية








العراق اكبر بلد اسلامي يضم المراقد الطاهرة والعتبات المقدسة وللاسف الى الان لم تستثمر هذه المراقد والعتبات من ناحية انسانية وتربوية روحية تعود بالنفع لاعلاء كلمة الله ودين الله والنفوس الطاهرة للاولياء الصالحين والائمة المعصومين بل بقيت على نفس السياسة الصدامية المغلقة

طبعا ان الامان له دور كبير في اقبال السياح من دول العالم لزيارة الاماكن الاثرية في العراق والاماكن الدينية كالمزارات والعتبات الطاهرات

الا ان الامان ليس هو المانع الوحيد لضعف اقبال السياح والزوار
بل توجد موانع واهمها عسكرة تلك العتبات وتحويلها لثكنات حزبية فئوية
ان مظاهر التحزب والتعسكر والتخندق والتعنصر الموجود في اغلب بل جميع مراقد اهل البيت في العراق هو سبب وعلة لعدم احساس الزائر والسائح بمشاعر الروحانية والايمانية


على الرغم من ان النظام السابق كان لا يعترف بهذه العتبات ورمزيتها في النفوس الا ان قدسيتها والمظاهر الروحية والعبادية كانت واضحة

واليوم تحولت الى مقرات للاحتماء والاختباء والسيطرة الحزبية



ليس تواجد السياح والزوار في العراق هو الاسلوب الوحيد الذي يعكس حياة وسيرة المعصومين وقصصهم ومأثرهم
وليس هو الاسلوب الوحيد لتعريف العالم بهذه المراقد والعتبات واصحابها واماكنها وخاصة وان العالم اجمع اصبحت عنده فكرة عامة عن مزارات الشيعة وخاصة بشعائر عاشوراء
التي كانت اشبه بعيد ومناسبة دينية محببة للشعوب العربية ولكن بعد سقوط النظام تغيرت فكرة هذه الشعوب عن عاشوراء فاختلفت نظرتهم عن عاشوراء وعلى الاقل بدأ الاستفهام يأخذ مجراه في النفوس بعد شعائر عاشوراء في العراق الذي غيبه النظام وغيب الشيعة وغيب هذه المراقد والعتبات وسيرة اصاحبها عليهم السلام

بل توجد اساليب اعلامية وثقافية واساليب تربوية واخرى انسانية في للتعامل مع هذه الاماكن الطاهرة وابراز تلك الاثار والمأثر والسير لمراقد الانبياء في العراق والائمة الاطهار والمساجد التاريخية واثار الصالحين



نعم ان فقدان الامن هو حجر العثرة الدموية امام طريق السياح الى بلد يتشوق الكثير من شعوب العالم لزيارته
ولعل احد اسباب بقاء الانهيار الامني هو لمنع القدوم الى هذه العتبات النيرات الروحانيات

نعم بالتأكيد توجد مخططات صهيونية امريكية عالمية في الشأن العراقي

ولكن ما بال القائمين على هذه العتبات والمراقد المسيطرين عليها عملهم ومنهجهم لا يقل تعتيما وتنفيرا واهمالا فلا خدمة للسائح والزائر ولا تعريف بمعالم العتبة المعينة ولا مظاهر ترحيب واكرام


لقد تكلم المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ونصح من يهمه الامر في هذه القضية لسؤال وجه اليه من بعض الباحثين لانجاز دراسة عن واقع السياحة الدينية في العراق فاجاب سماحته بنصائح وارشادات هذه بعضها


اولا أن لا تقتصر الدراسة على ما يخص طائفة معينة دون أخرى , فتشمل ما يخص أهل السنة كما تشمل أتباع مذهب الحق وما يخصهم .


ثانيا أن لا تقتصر الدراسة على ما يخص الدين الإسلامي بالخصوص بل ليكن العنوان أعم فيشمل كل ما يرتبط بالتوحيد أي كل الديانات التي تعتقد بالوحدانية لله تعالى بل ليكن العنوان أعم فيشمل كل ما يرتبط بالله تعالى




ثالثا تضمين البحث الفوائد والثمار المترتبة على السياحة الدينية , كالثمار الاجتماعية والاقتصادية والروحية والعبادية وكذلك الإعلامية والسياسية .

رابعا يجب تضمين البحث دراسة عن كيفية تثقيف الناس وتعليمهم وتعريفهم أهمية السياحة الدينية وكيفية التعامل مع السائح وفق التعاليم والقوانين الأخلاقية الكريمة للمعصومين (عليهم السلام) , (مثلاً) من حيث السائح ضيف فيجب إكرامه , ومن حيث أن المؤمن يجب أن يكون زيناً لمن يـمثله ويقتدي به من معصومين (عليهم السلام) وصالحين وأبرار (رضوان الله عليهم) ولا يكون شيئاً عليهم , ومن حيث أن الإنسان المؤمن يجب أن يكون داعية للحق ولأئمة الحق صامتاً أي بأخلاقه وتعامله الحسن مع السائحين ومع غيرهم والحاصل , أن البرامج التثقيفية والتعليمية يجب أن لا تقتصر على أفراد ومنتسبي دائرة أو مجموعة العلاقات العامة وباقي العاملين في هذا المجال بل يجب أن تشمل الناس المتواجدين في مواضع تواجد السياح وكذلك تشمل البرامج السياح , وبالتأكيد لكل شريحة منهم برامج خاصة ومناسبة .




خامسا - تضمين البحث إرشادات وأوامر الشارع المقدس في القرآن والسنة الشريفة بخصوص السياحة الدينية المستفادة من الموارد التي تشير إلى تعظيم شعائر الله تعالى وأنها من تقوى القلوب



سادسا تضمين البحث الفوائد والثمار المترتبة على السياحة الدينية , كالثمار الاجتماعية والاقتصادية والروحية والعبادية وكذلك الإعلامية والسياسية .






سابعا تضمين البحث الطرق المناسبة للإعلان عن البرنامج السياحي وما يتعلق به في الداخل والخارج وتحديد وتشخيص الأسلوب المناسب في المكان المناسب من حيث الناس ومن حيث نوع الموقع الديني ومن حيث هوية السائحين المتوافدين عليه , والمعلوم أن وسائل الدعاية والإعلام والإعلان كثيرة ومتعددة فيها ما يناسب كل الأذهان والأذواق .





ثامنا تضمين البحث دراسة عن تهيئة وتوفير المستلزمات المناسبة والمرنة والسهلة التي تساهم وتحقق راحة السائح عند الإقامة وتحقق الانسيابية والسهول والأمان عند التنقل والسفر من موقع إلى غيره أو السفر إلى بلده أو المجيء إلى الموقع الديني من بلده , فيلاحظ جانب ووسائل الراحة في سكنه وإقامته وفي مأكله وملبسه وفي تنقله وسفره , وهذه تحتاج إلى تصاميم ومقترحات عن أماكن الإقامة (كالفنادق) وعن المطاعم والأسواق , ومواضع وسائط النقل ونوعها البري أو الجوي أو البحري وغيرها من أمور


السيد الحسني
19 /ربيع الاول/ 1426هـ
28 / 4 / 2005م

http://www.al-hasany.com/index.php?pid=80






ان الواجب على كل فرد شيعي ان يدعوا ويطالب بتغيير المنهج والسياسة المتبعة حاليا في مراقد اهل البيت عليهم السلام والمساجد التاريخية الاثرية ومقامات الاولياء الصالحين واستبدالها بنخب من اختصاصيين في مجال السياحة الدينية واكاديميين ولجان شعبية مكونة من شيوخ وعشائر العراق ومؤسسات تربوية مستقلة ويكون ذلك تحت اشراف حكومي لا حزبي فئوي
فليست العتبات والمساجد والمقامات والاماكن ملكا لحزب معين ولا لكتلة معينة ولا تحالف معين ولا حتى طائفة معينة انه ليس ملكا لاحد بل هي رموز اسلامية ودعائم لدين الله فوارداتها يجب ان تعود الى الشعب والى مصلحة الشعب بما يحقق الخير والصلاح والحياة المستقرة الامنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق