مبررات الانكار للمرجع الاعلم النائب نفسها مبررات خذل الائمة قديما
ان اساس ودافع وحافز كل موقف وكل عمل خارجي وسلوك اجتماعي او فردي يرجع في حقيقته الى الافكار والتصورات والقناعات التي تتمركز في ذهن الانسان
وهذه الافكار والتصورات تكون متقاربة ومتشابهة عند الامة الواحدة المشتركة في الرؤية العقدية الواحدة ( الايديولوجية) ومنها يكون موقف الامة او الطائفة الواحدة عاما ومتشابها
ويكون الموقف اكثر شمولية وتركيزا في حال تدخل عناصر خارجية في عملية بناء المواقف ومن ابرز العناصر الخارجية هو الاعلام
الاعلام القديم كان بأسلوب الخطابة ومنابر الصلاة وفقهاء السلطة الذي انتج اتفاقا عاما عند المسلمين عموما بانحراف الشيعة وبطلان عقائدها بل وتكفيرها
لا نتكلم الان عن الشيعة والسنة والخلافات القديمة الحديثة بل ما نريد الافصاح عنه هو الفكرة العامة والانطباعات والقناعات الشخصية والجماعية من قبل الشيعة لخط الاعلم النائب
انها نفس القصة القديمة بين المذهب الحق وبين المخالفين
ومن الان نتفق اننا نقصد بخط الاعلم النائب هو مرجعية السيد الصرخي الحسني دام ظله ومن هنا ايضا نرجع القاريء الكريم الى ادلة وبراهين الاعلم فليس الكلام هنا عن اثبات الاعلمية للسيد الصرخي فمن اراد الرجوع للادلة فدونه مؤلفات ومؤيدات السيد الصرخي الحسني
ما نريد كشفه هو انطباعات الفرد الشيعي ورؤيته وما يعتقد به وما يتصوره عن خط الاعلم السيد الصرخي الحسني
هذه دراسة وتحليل واقعي نابع عن استقراءات عديدة سيجد القاريء انها موجودة عنده ايضا
قبل ان نبين الموقف العام يجب ان نبين مقدمة قصيرة
ان اى قرار واى موقف واى اعتقاد اتجاه قضية شرعية يجب ان يستند لمبررات شرعية لا دخل للنفس فيها ولا الاهواء ولا الرغبة الشخصية ولا العاطفة النفسية ولا الضروف السياسية ولا الاخطار الخارجية ولا الموروثات القبلية ولا السمعة العائلية ولا الشياع الاجتماعي ولا الشياع السياسي ولا غيرها من امور دخيلة في عملية تشخيص المرجع الاعلم ومن ثم اتخاذ موقف ازائه
هذا حال اتخاذ موقف ازاء القضايا الشرعية فكيف بأهم قضية شرعية وهي التقليد الصحيح الذي يمثل امتداد الولاية لامير المؤمنين والائمة الاطهار
وللاسف ان كل تلك المبررات والدخائل موجودة وفاعلة في واقعنا الشيعي ولا وجود للمبررات والحجج الشرعية الا ما ندر
ان نكران المتدينين لخط الاعلم المتمثل بمرجعية السيد الصرخي الحسني بعضه بل اغلبه ناتج من هواجس الخوف وانعدام الطمأنينة الاجتماعية والشعور بالخطر على المكون الشيعي من قبل الارهاب والبعثية والسلفية فما دام المرجع الاعلم ليس معهم فهم يشعرون انه ضدهم والشرع والتكليف الشرعي يحتم عليه ان لا يكون مع المحتل ولا الحكومة السارقة لقوت الشعب ولا احزابها من كلا الطرفين ولا سياسة المكر والخداع ولا التزلف والمهادنة مع الباطل فبالتالي صدق امير المؤمنين اذ قال لم يترك لي الحق صديقا وقد بقي المرجع الاعلم السيد الصرخي وحيدا والقوم لا يريدونه هكذا بل يريدونه داخل جمهرتهم واحزابهم ويريدونه يتنازل عن مبادئه واعلميته وشرعيته ليواجهوا هاجس الاخطار ولكنهم لا يعرفون انه من قافلة اباة الظيم وان منهجه منهج الشرع لا منهج ارضاء الخصوم ولا منهج التنازل للرعية والانقياد لاهوائها
اذن من هنا اعتبروه عميلا للسعودية مرة وقطر مرة وللامريكان مرة ولا ادري ماذا يخترعون بعدها
هذا هو اصل عدم الارتياح للمرجع النائب لانه لا يتنازل ولا يهادن ولا يتخلى عن مبادئه
والنتيجة ان المبررات ليست شرعية والعجيب الغريب ان نفس هذه المواقف ضد الاعلم نعلم انها صدرت قديما من المسلمين اتجاه خط الائمة عليهم السلام
فقد قالو لامير المؤمنين عليه السلام انك تفرق شمل الامة وقد اجابهم ان الوحدة خلاف الحق هي الفرقة
ونفس القول قيل ضد خط الاعلم وقد اجاب بقوله
الاتحاد خلاف الحق فرقة واتباع الحق هو الوحدة
وقالوا للامام السجاد اننا نوالي من يقوم بالسيف ونبقى على ولاية ابيك وجدك وزيد الشهيد
وترجم هذا القول بالقول بالقيادة دون الاعلمية
وقالوا للامام الكاظم لست الابن الاكبر من ابناء الصادق عليه السلام وبقوا على ولاية اسماعيل الابن الاكبر سنا للامام الصادق مع انه ليس امام ومات قبل استشهاد الامام الصادق وهؤلاء الاسماعيلية
وترجمت هذه الفتنة الى القول بكبر السن
وقالوا للامام الجواد انك صغير السن
ونفس القول قيل للاعلم
ونفس القول سيقال ضد الامام المهدي عجل الله فرجه
وليس اعتباطا عندما يكرر ويؤكد وينصح السيد المرجع الاعلم السيد الصرخي الحسني بترك العاطفة والانقياد الى العقل ودليل العقل والشرع
فهو يعرف ان المجتمع سيقع بالفتن الفكرية والمبررات الدخيلة في عملية تشخيص المرجع الاعلم الحق
ومن اقواله
من نعم الله تعالى المتواصلة على الإنسان أن منحه العـقل الذي به يثيب وبه يعاقب , ومن نعمه (جلت قدرته منحنا القدرة على التفكير الصحيح والوصول إلى الحصانة الفكرية وتكاملها بعد التجرد عن العواطف وحب الدنيا من زينة وزخرف وأموال وواجهة ومنصب وغيرها , فنميز الشبهات والخداع وأهل الضلالة فنجتنبهم , ونعرف الصدق والحق والعدل وأهل الصلاح فنتبعهم , أي إننا نرى الحق حقا فنتبعه ونرى الباطل باطلاً فنجتنبه .
وقال سماحته
ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتاب له إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة مما جاء فيه :-
((أَمَّا بَعْـدُ فَإِنِّي خَرَجْتُ عَنْ حَيِّي هَذَا إِمَّا ظَالِماً وَإِمَّا مَظْلُوماً وَإِمَّا بَاغِياً وَإِمَّا مَبْغِـيّاً عَلَيْهِ وَأَنَا أُذَكِّرُ اللَّهَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي هَذَا لَمَّا نَفَرَ إِلَيَّ فَإِنْ كُنْتُ مُحْسِناً أَعَانَنِي وَإِنْ كُنْتُ مُسِيئاً اسْتَعْتَبَنِي)) .
وأنا العبد الحقير الذليل المسكين المستكين أُلزم الجميع الحجة أمام الله سبحانه وتعالى بالنفر إليَّ ,
فإن كنت مشتبهاً أو متوهماً أو خاطئاً فيجب تنبيهي إلى ذلك وإثبات ذلك بالطريق العلمي أو الأخلاقي والشرعي دون توجيه السباب واللعان والكذب والافتراء .
وإن كنت على حق فيجب على الجميع الانتصار لهذه القضية لأنها تمثل خط ومنهاج علي بن ابي طالب (عليه السلام) , ومن وقف في وجه الحق فإنه يقف بوجه علي (عليه السلام) وبوجه الحسين (عليه السلام) .
والجدير بالذكر ان سماحته اول من دعى الى الوحدة الحقيقية لا المصلحية المزيفة اذ قال ( والكلام قبل دخول قوات الاحتلال الى العراق)
في زمن الطاغية هدام المجرم
..... نحن المسلمون نمر بمرحلة مهمة وخطيرة يجب علينا أن نقف ونصمد أمام هذه الأخطار المحدقة بنا من كل حدب وصوب حيث كشف الغرب البربري الصليبي المجرم أنيابه ضد الأمة الاسلامية معلناً العداء والحرب عليها عسكرياً وأقتصادياً وفكرياً كما نلاحظ مايمر به الشعب العراقي المسلم من ظلم الحصار الجائر حيث لا غذاء ولادواء ولا تكنلوجيا ولافكر ولا أمان وأعتداءات متكررة بأساليب مختلفة ، تارة عاصفة الصحراء واخرى ثعلب الصحراء وربما ثالثة ورابعة ... ثعبان الصحراء أو عقرب الصحراء أو ... اللهم أحفظنا بحفظك وأسترنا بسترك ، وأيظاً نشاهد الظلم على المسلمين في اوربا ، في يوغسلافيا ، وكذلك في افغانستان وفي لبنان والسودان ، ونستطيع القول أن في كل بقعة من بقاع الارض يوجد فيها مسلم نجد الظلم منصب عليه بوسائل تختلف باختلاف الايدي الجانية ولكي نقاوم ونتصدى لهذه الحملة البربرية الصليبية ولكي نحقق النصر والفوز علينا أن نحصّن أنفسنا فكرياً وعقائدياً حتى لا ننجرف مع التيارات المنحرفة والمتخاذلة السائرة في ركاب القوى الشريرة أذن علينا أن نعمّق ارتباطنا الحضاري العقائدي الإسلامي ولنؤسس جذوراً عميقة لايمكن اجتثاثها .
فلو راجعنا صفحات التأريخ لوجدنا نفس الصراع والعداء لكن بأساليب أخرى تتناسب مع العصر والوسائل المتوفرة في ذلك الزمان ، فعلينا أن نكيّف أنفسنا مع كل ظرف ووسيلة وقدوتنا في ذلك أئمتنا(عليهم السلام) حيث نراهم جابهوا وتصدوا للكفر بأساليب مختلفة كل حسب ظرفه وعصره ولكن جهادهم يصب في هدف واحد وهو الرقي الإنساني والوصول به إلى الحياة الحرة الكريمة والأخلاق السامية والفوز بالجنان والحياة السعيدة في الحياة الآخرة بعد رضوان الله تعالى .
*راجع كتاب صلح الإمام الحسن (عليه السلام)للسيد الحسني (دام ظله) ص/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق